الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

المعلم العماني... إلى أين؟

دراسة في " الشورى" تؤكد: - " الإعلام" و" الأعمال الخاصة" أسهما في تشويه صورة المعلم العماني
مسقط - أثير


أكدت دراسة أجرتها لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي في مجلس الشورى وحصلت " أثير" على نسخة منها أن هناك أسبابا عدة أسهمت في تشويه صورة المعلم العماني والحطَّ من قدره.

وجاء  في المبحث الثاني  من الفصل الثالث للدراسة  " أن " نتائج الاختبارات الدولية أشارت إلى واقع مؤلم جعل السلطنة في ذيل قائمة الدول المشاركة التي بلغ عددها 45 دولة بعضها دول متقدمة، وبعضها دول من العالم الثالث ، دول تتفاوت في إمكانياتها، بين دول غنية ودول ذات إمكانيات محدودة، فكان وضعنا مخجلاً بالنظر إلى إمكانيات دولة غنية، ونتائج دول متخلفة!!"

وحول السبب وراء هذا " الواقع المؤلم"  أوضحت الدراسة :" لا شكّ أنّ السبب وراء  هذا التدني مجموعة من الاعتبارات  التي يجب الأخذ بها، منها غرابة  الاختبارات على الطلاب وعدم مبالاتهم كون نتائجها غير داخلة في تحصيلهم، ولا ننسى العنصر الأهم في العمليّة التربويّة المتمثل في المعلم، فقد تزامن  هذا الضعف في جودة التعليم مع كثرة شكاوى المعلمين حول أوضاعهم الاجتماعية والنفسية والماديّة، إذ إنّ الوعي الثقافيّ والانفتاح أخذهم للمقارنة بينهم وبين معلمي الدول الأخرى الذين يحظون بالإصلاحات المتتابعة وبتحسين الأوضاع الاجتماعية والنفسية بوجه عامّ والمادية بوجه خاصّ ، مما يقلل دافعيتهم للعمل مع استمرار  غلاء المعيشة، الأمر الذي جعل المعلم العمانيّ يبحث عن دخل إضافي في التجارة والأعمال الخاصّة ، وذلك من شأنه جعل المعلم مشتتا بين التعليم وأعماله الأخرى"

أما عن الوضع الاجتماعي والنفسي للمعلم العماني فقد بينت الدراسة " أن الصورة المرسومة للمعلم في المجتمع العماني أصبحت مشوهة مما أطاح بهيبته القديمة ليصبح في مؤخرة السلّم  الاجتماعي".

وعن الأسباب التي أطاحت بهيبة المعلم العماني أوضحت الدراسة:" الإعلام بجميع أشكاله الداخلي والخارجي  أثر سلبا في رسم تلك الصورة، ومثال على ذلك الحلقة التي تم عرضها في المسلسل المحلي (درايش 4 ) بعنوان "معلمين صالحين للعمل". 

ومن الأسباب التي ذكرتها الدراسة :"  الأعمال الخاصة للمعلم حيث إنّ الأعمال الخاصّة التي يلجأ لها المعلم في كثير من الأحيان إمّا لأجل تحقيق توازن ماديّ في ظل غلاء المعيشة، أو هروبا من صورة المعلم البائسة إلى صورة أخرى جعلت المعلم أقل قدرا أمام طلابه، فهو المقاول والفلاح ومبرمج الحواسيب وهي بائعة الأقمشة والكوافيرة والطبّاخة وغيرها" مؤكدة الدراسة:"  لا نريد هنا إنقاص قدر هذه المهن إلا أن ازدواجيتها مع التعليم أمر أحطّ من قدر المعلم"

كذلك أوضحت الدراسة"  أن القوانين التي  تقيد تعامل المعلم مع الطلاب وأولياء الأمور تبخسه حقه دائما، مع غياب لائحة حقوق المعلمين والوعي المجتمعيّ والثقافيّ  وهذا أدى إلى تغيير صورته أمام هؤلاء".

بجانب " تعامل الإدارة ؛حيث  يعاني المعلمون من سوء التعامل من قبل إدارات  المدارس في كثير من الأحيان، فيصبح أمام طلابه أداة تنفيذ الأوامر الإداريّة وهذا بالتأكيد يشوّه صورته"

مضيفة الدراسة أن هناك " أسبابا أخرى تتعلق بالمعلم وشخصيته الضعيفة وأخلاقه والبيئة التي نشأ فيها ومستواه الثقافي والمعرفي، وهذا ناتج عن سوء معايير اختيار المعلمين وسوء إعدادهم في الكليات والجامعات".

وقد أكدت  الدراسة أن " لقاءات لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بالمعلمين في السلطنة أظهرت  الكم الهائل من التراكمات النفسية التي يعاني منها المعلمون إثر هذا الهجوم الإعلامي والمجتمعي غير المبرر، حتى أصبحت مهنة التدريس آخر ما يحلم به الطالب العماني في مدارسنا" .

وحول الأوضاع المادية للمعلمين في السلطنة أكدت الدراسة  "أن  مقياس الرضا الوظيفي في هذه الدراسة تم تطبيقه على المستهدفين " المعلمين" قبل صدور الأوامر السامية بتوحيد الرواتب للقطاع المدني  لذلك لا يمكن الجزم بشكل قاطع عن وجود الرضا الكامل لدىالمعلمين بعد توحيد الرواتب".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق